حبل الكذب قصير
عندما مات الراعي، جاء الذئب عند الغنم، قائلا: أنتم وصية المرحوم
يقول المثل الصيني: ليس للأكذوبة أرجل، لكن للفضيلة أجنحة
حتى لو أحطت نفسك بكذبة محبوكة، تأكد جيدا أن الحقيقة ستضعك في جوف الصدمة
فما عليك سوى الصدق، ثق بنفسك و استمع لها، و واجه كل مخاوفك حتى ولو أيامك لفها الغموض، ولا تجلد ذاتك مخافة الحقيقة و الصدق، فكل خراب و دمار هو تلك الزعزعة التي تزرعها ، بدءا من تلك الكذبة المحبوكة، و تأكد بعدها أنك ستحرق أحلامك و تقضي على أملك في النجاة
لا تتخد من كل كذبة درعا يحمي نفسك و مظهرك، هي سوى مجرد قناع و هلاك لك لا غير، فلا تجمل واقعك خلفها، فالمرارة أحيانا في الصدق والحقيقة، هما البلسم الشافي لكل الجروح و الندوب، و أعلم جيدا أن كل زلزال داخلي أصله بناء بلا أساس نابع من باطن كذبة ، كذبة كذبتها و صدقتها و آمنت بها، إلى حين أن يأتي ذاك الهمس العنيف: الحقيقة القاسية ، فيدمره و يكسره و يحطمه
مؤلم جدا تلك الصفعة التي تأتي بعد كل هذا، بعد انقشاع الرؤية و زوال تلك الكذبة المحبوكة.
قال أحدهم: هكذا كانت الكذبة واقفة أمامي، تخاطبني ، و أنا منهزم منكسر محطم مطأطأ الرأس، فمنت بحنانها علي و أرادت شكري، لأني صدقتها و آمنت بها و عانقتها بحرارة
فإذا بفصل ثان يناديني كهمس: تصلبت الحقيقة و وقفت مدهولة و لم تغادر عقلي، و أفسدت عناقي هذا
كل كذبة حبكة ، هي حبل قصير،تموت و تنجو الحقيقة و يولد الصدق
اقتلوا الناس بالصدق و الحقيقة ، ولا تسعدوهم بالكذب،لأن أفضل جهاز لكشفه هي الأيام ، و لأنه بكل بساطة تأجيل لا إخفاء
بقلمي أبو سلمى
مصطفى حدادي