لم تمت أمّي (2)
أمس، زارتني في عقر المنام
تمسّد جلد راحتي
تبلسم جرح الغياب
تربّت على كتف همّي
تستأصل جذوة الآلام
تطوي بطرف خنصرها صفحة حزني
تتحقّق قرّة الأجفان
تجسّ بأناملها الغضّة نبضي
تمسّ جبين الاشتياق
و لا تتوانى
تتفقّد نعومة كفوفي
تنفخ في راحتيّ لهف الاغتراب
ضحكتها يا سلام تملأ المكان
ترنيمة صنع الباري الوهّاب
هديل حنانها تغريدة ملهوف يطرح عن قامتي آثار العذاب
تهدهد بنظرة خريف شجوني
روحها تفوح بالمسك والرّيحان
نورها رداءٌ لوسادتي مغزول بعبق الإيمان
مسدولٌ فوق أفرشتي فتتخضّب بعبير الجنان
رأيتها ملء الشّوق تسكب خمر روحها تنثره فوق الأغطية كي لا تثير بغتتي في اللّيالي الظلماء
لتصحو غفوتي بهدوء على بسمة ملاك تنساب من تلابيب قلبها الهيمان
صدّقوا لم تمت أمّي
حاضرة حيث أكون تاج عزّي وواحة أمان
جميلة مزرعاني
لبنان الجنوب
ريحانة العرب