رقصة الزمبور .. قصة قصيرة
الساعة / 7:30
تدخل الممر الرئيسي المؤدي لغرفة إستراحة المدرسات ، لم يكن إلقاء تحية الصباح بالأمر الهين وكالمعهود ، إذ عليها القيام بحركات مختلفة في كل يوم ، ثم تنطلق للغرفة وتتمنى إن ترضى عنها بقية العفاريت ( المدرسات ) ولا استثني منهن رئيسة الفتن ( الناظرة ) .. ثم تتلو القصائد وتغني القديم المضروب بالجديد من الأغاني العربية والهندية و الصينية على الكورية اليابانية ويصاحبها عزف بدني غير إيقاعي ، بسبب تغيرات تضاريسية بدنية واحيانا ً مناخية مُنخارية مُطبق عليها جراء الركض خلف رغيف اليوم ، وقد يتفطر قلب إحدى الشمطاوات من المدرسات لها لتصاحبها الرقص و ترفع معنوياتها ، ثم تُقطعها حسب أبجدية النفاق ، ومن الطرف الاخر لوجهتها الكروية ، وعلى ذا الحال حتى يعلن الجرس إنتهاء النهار ، لتعود للمنزل مُهدرة الطاقة والمزاج كالاسد المطرود من عرينه ..
حتى جاء اليوم الذي أفرغت كل ما بجعبتها من نصب وإحتيال عليهن ، ولا اعلم إن كانت هي من تنصب أم يُنصَب عليها ...! مسكينة .. قررت الدخول بدخلة آدمية منطقية تتناسب مع نوع عملها كمدرسة أطفال وقدوة تربوية بها لا يُستهان .. وجاء الرد ..
عواصف من اللطميات الحسينية ، تنهال عليها كأنها الشمر في ليلة بلوغه ِ موكب الحسين عليه السلام ، لم تُبصر غير السواد ، وما إستطاعت رفع جبينها عن أرضية الممر للتعرف على ذوات الجريمة ، ثم بدأ القصف العنقودي لصواريخ أرض جو ( وحدة تشيلها والثانية تركعها بالگاع ) وتصيح ( أدعيناك ياحسين ) .. وعلى هذا المنوال ، حتى غدت هريسة نجفية إلتصقت بحافة الباب الرئيسي للمدرسة ..
لم تدرك وعيها ِ إلا وورقة إجازة مرضية موقعة باسم الناظرة ، تبلغها بإستراحة لمدة إثنان وسبعون ساعة .. ( لا صدگ نشمية ..!
سحلت حقيبتها اليها واخرجت الهاتف وطلبت من السائق العودة لإنتشالها من مستنقع الحثالة الذي وقعت فيه .. بعد دقائق حضر السائق مستغربا ً لحالها وسائلا ً :
- ماذا حدث ؟ لقد كنت ِ اليوم في أبهى حلة وأقوم عافية ..
نظرت إليه بحنق شديد وقد تورمت وجنتاها بلون أزرق قائلة والحروف في حثيثها من بين الاضراس والشفاه المنحرفة نحو اليسار .. ( گرصني زمبور ) ..!
بقلمي
لقاء شهاب زنكنة
٢٠٢٥/٧/٢٩
