نسمة قلم الدولية: الثمار المؤجّل..بقلم الكاتب سالم غنيم

Najwa Ezzedine
0

 الثمار المؤجل



في باحة البيت القديم، شجرة رمان زرعها بنفسه.

كان يقول دومًا: هذا الرمان لنا… 

سنأكله معًا حين يثمر.

ثم ابتسم ومضى.


ترك خلفه الشجرة، 

والحلم، 

ووعدًا مُعلّقًا في الهواء.


مضت سنوات،

كبرت الشجرة،

 ومدّت أغصانها فوق الحائط،

وأنجبت أولى ثمارها… 

حمراء، شهية، ناضجة.


كل سنة كانت تُنبت أكثر،

وكل سنة كانت تنتظره ليعود ويقطفها بيده.


كانت تتركها حتى تفسد،

لا تأكل منها شيئًا،

وكأنها تنتقم من الزمن، أو منه، أو من نفسها.


الناس قالوا:

الرمان لا ينتظر أحدًا.

وهي كانت تهمس للشجرة كل مساء:


لكنني أنتظره.


في الخريف الأخير، سقطت أولى الثمار قبل نضجها.

تشققت الأرض، وبدأت الشجرة تجفّ.


فهمت أن كل شيء يؤجَّل… إلى حين.

وأن بعض الاحيان لا يأتي أبدًا.


دخلت البيت، وأحضرت سلّة قديمة.

جمعت فيها ما تبقّى من الرمان،

ثم جلست في زاوية الدار،

وأكلت أول حبّة…

 بدمعةٍ لا طعم لها.


كتبت بعدها في دفترها:


كل الثمار التي أُجِّلت…

 أُكلت باردة، بلا فرح، ولا شريك.

سالم غنيم 

حكواتي الوجدان الشعبي 

من مجموعتي القصصيه 

ورق اسود


Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*