الطبيعة: قصيدةٌ لا تنتهي

حجاب حسن
0

كلمات : حجاب حسن 



في حضنِ الطبيعةِ، 

تتجلى أعظمُ قصائدِ

 الجمال، تتراقصُ

 الألوانُ وتتعانقُ

 الأصواتُ في سيمفونيةٍ

 أزليةٍ تُطربُ الروحَ وتُحيي

 الفؤاد. ليست الطبيعةُ

 مجردَ مساحاتٍ

 خضراءَ وأزهارٍ فتَّانةٍ، بل 

هي وحيٌ مستمرٌ،

 ينبوعٌ لا ينضبُ من

 الإلهامِ، وكتابٌ مفتوحٌ

 يحكي أسرارَ الوجود.

تُطلُّ الشمسُ بخيوطها 

الذهبيةِ لتُعانقَ الأرضَ 

في كلِّ فجرٍ، فتُنسجَ من

 الضياءِ لوحاتٍ بديعةً على 

قممِ الجبالِ الشاهقةِ التي

 تُلامسُ السحابَ كأنها 

أوتادٌ تُثبتُ الأرضَ. ومن

 بينِ الصخورِ الصلبةِ،

 تُزهِرُ الحياةُ في شقائقَ 

النعمانِ وأزهارِ الربيعِ التي

 تتفتحُ لتُباهي

 بجمالها ورائحتها العطرةِ.

الماءُ، تلكَ الروحُ السائلةُ

 للكونِ، ينسابُ في

 الجداولِ العذبةِ، يُغني بصوتٍ 

خافتٍ يُشبهُ همسَ 

العشاقِ، ويروي عطشَ الأرضِ

 والزرعِ. تتجمعُ قطراتُ

 الندى على وريقاتِ 

الشجرِ في الصباحِ الباكرِ،

 فتتلألأُ كحباتِ اللؤلؤِ

 النقيِّ، تُخبرنا عن نقاءِ

 البداياتِ وجمالِ التفاصيلِ.

تُحلِّقُ الطيورُ في زرقةِ

 السماءِ، تُغرِّدُ ألحانًا

 عذبةً تُضفي على الكونِ روحًا 

من البهجةِ والحريةِ.

 فراشاتٌ زاهيةُ الألوانِ

 تتراقصُ بينَ الزهورِ،

 كأنها قطعٌ من الحريرِ الملونِ 

نُثرتْ على بساطٍ أخضرَ، 

تُذكِّرنا بجمالِ التغييرِ ودورةِ الحياةِ.

وفي المساءاتِ الهادئةِ، 

حينَ تُسدلُ الشمسُ

 ستائرَها الحمراءَ والبرتقاليةَ،

 تتوهجُ السماءُ بألوانٍ

 ساحرةٍ تُعلنُ عن قربِ قدومِ 

الليلِ وسكونه. تُطلُّ 

النجومُ كعيونٍ 

ساهرةٍ تُضيءُ العتمةَ،

 والقمرُ يُلقي بضوئهِ 

الفضيِّ على الأرضِ،

 فيُضفي عليها هالةً 

من السحرِ والغموضِ.

الطبيعةُ تُعلِّمنا الصبرَ في

 نموِّ البذورِ، والثباتَ

 في شموخِ الجبالِ،

 والتجديدَ في دورةِ الفصولِ.

 هي معلمٌ صامتٌ، لكنَّ 

دروسها أبلغُ من كلِّ

 الكلماتِ. فهلَّا تأملنا في هذا الجمالِ

 المتجددِ، وهلَّا استمعنا 

إلى قصيدتها الأبديةِ التي لا تنتهي؟ 

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*