الظلم: أثقل ما في الحياة

حجاب حسن
0

بقلم : شيماء محمود 



يُعدّ الظلم من أشدّ المشاعر قسوةً وأكثر التجارب إيلامًا في حياة الإنسان، فهو ليس مجرد فعل عابر، بل هو مرضٌ اجتماعيٌّ يفتك بالنفوس ويهدّد بنيان المجتمعات. أن يقع الإنسان ضحية للظلم، يعني أن تُسلب منه حقوقه، وتُهان كرامته، ويُحرم من العدل الذي هو أساس كل حياة كريمة.

الظلم في جوهره

الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه الصحيح، هو تعدٍّ صارخ على الحقوق، وانحرافٌ عن مسار العدل. يمكن أن يتخذ الظلم أشكالًا عدة: ظلم الإنسان لربه بالشرك والكفر، ظلم الإنسان لنفسه بارتكاب المعاصي والبعد عن الفطرة السليمة، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان بسلب ماله، أو التعدي على عرضه، أو بخس حقه. هذه الأشكال المتنوعة تلتقي جميعها في نقطة واحدة: إحداث الألم والمعاناة.

آثار الظلم على الفرد والمجتمع

آثار الظلم لا تقتصر على الضحية فقط، بل تمتد لتشمل المجتمع بأكمله. فالظلم يولد شعورًا عميقًا بالقهر والعجز، ويُسهم في تفكك الروابط الاجتماعية، ويُشعل بذور الحقد والكراهية. عندما يشيع الظلم، يفقد الناس ثقتهم في الأنظمة والقوانين، ويسود اليأس والقنوط، مما قد يدفع البعض إلى سلوك سبل غير محمودة طلبًا للإنصاف، أو يزيد من الشعور بالضياع واللا جدوى.

تخيل عاملًا يُستغل جهده ولا يُعطى أجره، أو شخصًا يُحرم من ميراثه بغير وجه حق، أو بريئًا يُتهم بجريمة لم يرتكبها. في كل هذه الحالات، يتكبد المظلوم ألمًا نفسيًا عميقًا، يترك ندوبًا يصعب شفاؤها، ويُعيقه عن ممارسة حياته بشكل طبيعي. ليس هذا فحسب، بل إنّ الظلم يقتل الإبداع، ويُعيق التقدم، ويُفسد العلاقات الإنسانية.

لماذا الظلم هو الأصعب؟

يُعدّ الظلم أصعب ما في الحياة لعدة أسباب: 

Post a Comment

0Comments

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*