الوفا مش كلمة.. دي مواقف

بقلم: نصرا إبراهيم – أوبرا النوبة

الوفا مش بس صفة، دي حياة بيعيشها الإنسان اللي قلبه نضيف ولسانه صادق وضميره صاحي.

في زمن بقى فيه التغيير أسهل من رمشة العين، الوفا بقى عملة نادرة، واللي يملكها يستاهل يتحط على الراس.

الوفيّ مش اللي يفضل جنبك طول الوقت، لكن اللي يفتكرك في غيابك، ويدعيلك من قلبه، ويذكرك بكل خير حتى لو ما بقيتش موجود في حياته.

الوفيّ عمره ما يخون عشرة، ولا ينسى مواقف، ولا يبدّل مشاعره مع أوّل مطب.

في ناس بنشوفهم لسه بيحتفظوا بهدية قديمة، بصورة، برسالة، بذكرى، وكأنها كنز.

في ستّات لسه بتقعد في نفس المكان اللي كانت بتقعد فيه مع جوزها الله يرحمه.

ورجالة لسه بيشيلوا في قلبهم حب ستّ راحت بس ما راحتش من الوجدان.

الحاجات دي مش دراما، دي وفا.. حقيقي وبسيط وصادق.

الوفا مش ضعف، ومش تعلق زيادة عن اللزوم، الوفا قوة قلب قدر يحب بصدق ويكمّل رغم البُعد، رغم الوجع، رغم كل حاجة.

لو كنت وفيّ، عمرك ما هتندم.

يمكن يتعبك شوية، يمكن تكتشف إنك بتحب ناس ما يستاهلوش، بس هتفضل في الآخر إنسان نضيف، قلبك أبيض، ومشيتك دايمًا مرفوعة الراس.

الوفا مش بس بين الأحباب، ده بين الصحاب، في الشغل، في الكلام، في رد الجميل، في كل تفاصيل الحياة.

ويمكن عشان كده، الوفا دايمًا بيعيش، حتى بعد ما الناس تمشي.

فـ لو لسه جواك وفا، حافظ عليه..

لإنه بقى من أجمل الحاجات اللي لسه بتفكّرنا إن الدنيا بخير، وإن في ناس لسه بتعرف تحب بجد.

نصرا إبراهيم

صوت نوبى بيحكي الحكايات بقلب مليان دفى.. وكلمة من جوّه بتحسّها قبل ما تقراها.