لقاء الروح
كلمات :حجاب حسن
في سكون الليل، حيث النور يخفت،
وعلى أجنحة الشوق، قلبي يرفرف.
يا سيدي، في محراب الهوى
ركعتُ حباً، والسؤالُ قد علا
عن ذاك المعشوقِ، روحِ الفؤاد
من بهِ القلبُ في العشقِ تجلّى
أناجي الليلَ، وفي صمتِ الدجى
تسألُ روحي، أينَ الحبيبُ قد جلا؟
أيا معشوقي، يا كلَّ المنى
هل لي بوصالٍ، يُحيي الميتَ والبلى؟
فالركوعُ في دروبِ الهوى ذلَّةٌ
لكنها في حبِّكَ يا منيتي عزّا
وسؤالُ القلبِ عنكَ لا يهدأُ
حتى يراكَ، فيروي الفؤادَ واللّما
أتتني روحٌ، كأنها نجمةٌ في الأعالي،
أضاءت دروبي، ومحت كلّ الظلالِ.
كان لقاءً بلا ميعادٍ، بلا إنذارِ،
كأن القدر ينسج خيوط الأقدارِ.
تلاقت عيونٌ، ففاضت أنهارُ الشوقِ،
ونبضت قلوبٌ، كأنها ألحانُ العشقِ.
في همس الكلمات، ذابت كلّ الحواجزِ،
فصرنا روحينِ، لا تفصلنا أيّة فواصلِ.
كأننا كنا في البعدِ نلتقي،
وفي كلّ لحظةٍ، كنا للحبّ نصغي.
يا لقاء الروحِ، يا أسمى من كلّ لقاءِ،
فيك تاهت الأزمانُ، وضاقت بي كلّ فضاءِ.
كن أنت لي الرفيقَ، في كلّ خطوةٍ،
فروحي إليكِ تشتاقُ، يا أجملَ غزوةٍ.