مقال / عادات وتقاليد
العادات :هي مايعتاد الإنسان على فعله والعودة له عدة مرات ..
أما التقاليد ؛ فهي تقليد الأفراد للجيل الذي سبقه ...
والعادات والتقاليد بعضها إيجابية وبعضها سلبيا ...
في الوطن العربي بعض التقاليد مازالت موجودة وانتقلت مع الأجيال وخاصة في الأرياف ...
في الأرياف الأرض للأبناء وممنوع توريث البنات ولو طالبت بنصيبها من الورث تعتبر خارجة عن العادات وممنوع زواجها إلا من ابن عمها حتى لايخرج الورث للغريب ...هي مكتوبة له ومجبرة على الزواج منه رغم كرهها له ولو صممت على الرفض مصيرها القتل أو حبسها في الدار ..
قصة من قصص العادات ...
فتاة جميلة مثقفة حاصلة على شهادة جامعية ،هي من الصعيد ،أحبت شابا عن طريق الفيس واتفقا على الزواج أرسل اهله لخطبتها ،الأب رفض الأمر من دون أي نقاش وكان رده ابنتي مخطوبة لابن عمها والأمر منتهي ،رغم الوساطات لم يتراجع عن رأيه ...حدد يوم الزفاف واخذت العروس لبيت عمها كانها ذاهبة لحتفها الذي لامفر منه لتدفن في الحياة ...اعتبرت فستانها الأبيض كفنها ...
لماذا درست وتثقفت وحصلت على أعلى الشهادات. الجهل مازال مسيطرا والعادات هي رداء العقول للأباء والأخوة...
أنشأوا المدارس والمعاهد في أفلب الأرياف ولكن ذلك لم يغير شيئا من حياتهم وتقاليدهم وعاداتهم ...
التخلف هو المسيطر عليهم ولا أمل من التغير ...
من التقاليد المتعارف عليها في المدن او الريف ،عندما تتوفى الأخت وعندها اولاد يجبرون ابنتهم الأصغر على الزواج من زوج أختها بالإكراه حنى تربي الأولاد والزواج بالإكراه مرفوض ....
هند فتاة في السنة الأخيرة كلية السياحة مخطوبة لزميلها في الدراسة بعد حب دام سنوات وقبل التخرج بأشهر توفيت أختها الكبيرة تاركة ولدين ،بعد انتهاء الأربعين طلب الوالد من ابنته فسخ الخطوبة والارتباط بزوج أختها المرحومة من أجل تربية الأولاد ،رفضت وبكت ولكن لافائدة فالحكم صدر ،دمروا احلامها وأبعدوها عن حبيبها كانت فراشة تحلق فوق الزهور أصبحت عجوزا تمشي على العكاز ،تزوجت زوج أختها بالإكراه ،كانت حياتها جحيما لايطاق لأنها لم تتقبله في حياتها ،حاولت ان تغرق بتربية الأولاد وبعملها في مجال السياحة الذي ازال عنها بعض الحزن والألم وكرهها لزوجها انجبت طفلة وكان اهتمامها تربية الأولاد أحسن تربية .. مع مرور السنين حياتها لم تتغير مع زوجها وفي عملها تسلقت سلم النحاح ...
قال ابن زيدون ؛
اتباع التقاليد لايعني أن الأموات أحياء ، بل إن الأحياء أموات ....
قال مارك توين :
لايمكن التخلص من العادات برميها من النافذة ، يجب أن تجعلها تنزل من الدرج خطوة بخطوة ...
رجل بدوي أحب فتاة تزوج غيرها ، وفي يوم زفافه سألته العروس مابك حزين ؟ فأجابها لأن في قلبي فتاة غيرك دائما تمنيتها أن تكون حلالي ،فصرخت وقالت وما ذنبي أنا ؟ نزلت دمعة على خده وقال لها : اسألي العادات والتقاليد ...
فعلا علينا أن نسأل العادات والتقاليد ،ومن الصعب التوقف عن الأشياء التي اعتدت فعلها ...
يتوجب عليك لتخرج من سجن العادات تفكيك نفسك ثم إعادة تركيبها كي تتجنب العادات القديمة ....
هيام الملوحي
