.jpg)
الكاتب الأردني :
الدكتور / حسام القاضي
إرشاد نفسي وتربوي.
لا يُعقل أن نبقى غارقين في الدوامة النفسية التي تتوالد منها إختلاجات واختلالات كتلتها ثقيلة ورائحتها نتنة، بل ينبغي أن نولي الجوانب النفسية عظيم الإنتباه وجليل الإعتبار إذ أنها بيت الحمية فيها الداء وفيها الدواء، وتكسرها أو تكسلها هو من يورث الجسد أصناف العلل وألوان الويل، تتشرب الحدة في الأعماق وتتناشز الأصوات في الأذهان، وتسيح الإرادة في الأجساد وتسبح أطياف الوهن في الأوصال، هناك تخار العقول وتنهار الإرادات، وتشيع الإختلافات وتشح الإتفاقات، ويعوم الناس على وجوههم ينسبون طوفانهم إلى أقدارهم، ويتناسون أن آهاتهم سببها أقذارهم !!.
ما عاد لرفض الدواء مجال، ولا للإستكبار على الإرشاد دلال، بل ينبغي الإذعان لمنطق الطباب، والبحث عن الأسباب والمسببات، وإعلاء الصرخة بضرورة التداوي يا أحباب، فلا الأنفس يصيبها العفن، ولا الأمزجة تتوشح بالكدر، فالعلاج ليس مستعصيا، والحل لا يتبغي أن يكون مستغربا، ولغة الحروف النفسية مستساغة، جميلة وسهلة ومرتابة، فيها السلامة من جنون الأفكار، فيها الحلاة والطراوة والإبتكار، فيها التنفيس والحديث والعزيمة والإصرار، فيها البوح عن مقاتل تفعل في الجسد ما يؤذيه عن سبق إصرار، فيها الإسترخاء كأنه البلسم أو قل الحرير لا يبقي في الأعماق إضرار، فهيا بنا إلى جمهورية فيها الحرف مفخرة كأنه البلسم أو أكوام أزهار.
كفى تحجرا حول أفكار سوداء تُبقي الفرد في قوقعة لا يميز ليلا ولا نهار، فالأحداث أهوال قد تزلزل النفوس ومن بأسها قد تنهار، ومهما كنت حاذقا لا بد أن تحتاج لناصح يدلك على الصواب فلا تشقى بتخبط كغريق محاط بآبار، حتى الطبيب إن تألم إشتكى وزار طبيبا مثله يشكو له سوء وضع باقتدار، ولو زار الصفاء الأذهان لتحسنت الأحوال لكنه يهجرها ويبقيها مع حيرة كالحة كأنها العلقم لا يداويه طباب ولا ينبت له بذار !.
