ثالث ثلاثة
كان اللْيل مُسجًّى في غيمة بيضاءَ
بيضاءَ كالثّلجِ
وكان الحُلْمُ الذي ولجناهُ
شفيفا كابتسامةِ طِفل
كنّا ثلاثة
أنا وظِلّي وصاحِبٌ لي
يحمِلُ على ظهره عِبْءَ اسمي
رأينا أمامنا نهْرًا
يُواري مجرَاهُ الأخيرَ في رَحِمِ الغيب
دون أن يرُفَّ له جفن
عصافيرأ تُودِعُ الفضاء الفسيحَ ريشَها
بفائض من دُموع وصمت
رأينا ملائكة - مُلثّمين - لا حصر لهم
يُعبِّدون الطّريقَ بأسئلة باهظة الثّمن
ورأينا نورا باهرا
يُصِرُّ الحلمُ على أنّه اللّهُ
كان مشْغولا بإبرام صفقةٍ
أُناسٌ كُثر
ينشدون الهحرة إلى مملكته الفاتنة
وغير بعيد رأيْنا جُموعـا غفيرة
وهامّة بيديْن طويلتيْنِ
طويلتَيْن جدّا
- من الواضح أنّه إبليس -
كان يُوزّع كِسرةَ خُبْزٍ وحلوى على مًعدمين ويتامى ومرضى
دنَوْنا مِنه على حذر شديد ودون أن نسألَه أجاب :
إحبّتي مِنَ المُستضعفين جاءوا يُجدِّدوا ليَ البيعة
كان الليلُ مُسجًّى في غيمة بيضاءَ
بيضاءَ كالثّلجِ
والحُلْمُ الذي ولجناه كان شفيفا
شفيفا كابتسامةِ طِفل
كان المشهدُ مُربِكا مِثل تُفّاحة خُلْدٍ
وكُنّا
أنا وظِلّي وصاحبي الذي يحمِلُ على ظهرِهِ عِبْءَ اسمي
كُنَّا ثلاثتنا
كما حُلُم غَلَبَهُ النّعاس
محمد الناصر شيخاوي
تونس
