مقال/ الوهم
الوهم مرض يسيطر على عقول كثير من الأشخاص بإيمانهم بمعتقدات خاطئة تؤذي مشاعرهم السلبية والإيجابية ليتحول الشخص من إنسان معافى لشخص مريض ليبقى أسير الوهم الذي طرق باب عقله ليبقى بدوامة مستمرة وعدم استقرار في حياته مع الخوف الدائم والقلق ،فيفتقد الهدوء والفرح ...
والوهم عبارة عن معتقدات خاطئة مع تخيله لأمور موجودة مما يشوه حواسه وانتظام حياته التي تبقى مضطربة....
البعض يتوهم حدوث أمر جلل مما يعكر حياته ويجعله يعيش بخوف دائم مع الإعتكاف بمنزله فلا يخرج من شدة الخوف ويرفض استقبال أحد من الأصدقاء.....
عرف العالم لاينو الوهم :
بأنه الحواس التي تقدم لنا إدراك خاطئة غير متطابقة مع الإدراكات المتعارف عليها وهي طريقة ذاتية لرؤية الأشياء والأفكار وليس للإدراك طرق مثالية تتفق عليها جميع العقول ....
العالم نيتشه :
عرف الوهم بأنه كل ماأنتجه الإنسان من معارف ناتجة عن رغبته اللاشعورية في البقاء بحيث تقدم له الأوهام على أنها حقائق ويكون مصدرها الفكر ويلجأ للكذب لإخفاء الحقيقة تحت غلاف المنطق...
والتخلص من الوهم أمر صعب للغاية لأنه تلبس الشخص المصاب به ....
والنفس هي المسبب الأكبر للوهم فهي تستخدمه للحفاظ على بقائها ، والوهم يرينا العالم كما نريد ونحن بعيدا عن الحقيقة ،فالحقيقة مرفوضة في سجن محكم الإغلاق ،وأكبر وهم يركب الإنسان الإدعاء بمعرفته كل شيء رغم جهله، والوهم يجعلنا نعيش في دوامة لاتنتهي مما يجعل الأفكار مشوشة والإنسان يعيش في اضطرابات حسية تؤدي لاختلال في وظائف الجسم ...
وأكبر خلل يصيبه العداء مع تشنجات وإغماء وبكاء لاإرادي إضافة لأمراض القلب بسبب الإنفعالات المستمرةالمترافقة بالخوف الدائم ليصبح أسيرا لذلك المرض ،وعلاجه يكون بشحنه بشحنات إيجابية والوقوف بجانبه وإظهار الحقيقة حتى يشفى من وهمه الذي عاش معه...
من أقوال الحكماء :
جيفري تشوسر :
يالقوة الوهم الناس سريعو التأثر لدرجة أنهم قد يلقون حتفهم من مجرد خيال...
ابن سينا :
( الوهم نصف الداء والإطمئنان نصف الدواء والصبر بداية الشفاء....)
جلال الخوالدة:
لاأحتاج جيشا قد بنيته في صحراء من الوهم والسراب كل ماأحتاجه هو فرقة كشافة تعرف الزقاق جيدا ...
أحمد عبد الحميد :
أحيانا أعتقد أن الوهم أصل كل شيء ، كل أصدقائي وكل ماأمتلكه يوما أو ظننته عن نفسي والآخرين ، كل شيء ليس سوى وهم ...
الشعوب تعيش بوهم كبير على أمل تحسين وضعهم المعيشي ،فالرؤساء دائما يشحنوهم بالأوهام وبأن القادم أفضل ،انتظروا الإنفراج والعيشة الهنية...ليغرقونهم بالأوهام ...وهو عبارة عن بلسم يسكن الآلام ...وبعد مدة يعود الألم ليعللوا نفسهم بالأمال وهي أوهام لن تصبح حقيقة ...ليبقى الصراع النفسي والضياع بين الوهم والحقيقة ...
فالناس يكرهون الحقيقة لأنها تظهر لهم الواقع المر ليحملوا الشحنات السلبية والأفضل لهم العودة للوهم لتسير الحياة بشكل يمكن احتماله...
الصديق يعيش بوهم كبير عندما يكتشف ان الماضي كان وهما كبيرا فمن حوله كانوا مجرد أشخاص لاوجود لهم ليستيقظ على واقع أليم
قال فولتير :
الإنسان دائما يبحث عن الأوهام لأنه أجبن من أن يواجه الحقائق.....
الأديبة
هيام الملوحي
