خليها على الله
زهيرة بن عبد المومن
فعلا حين تضيق بك الدنيا و تطبق عليك الحياة بهمومها و تكثر عليك المحن ...و تلتقي بأشخاص يدفعوك لأن تشعر بالخيبات والخذلان ...
تتعجب من طريقة فكرهم المنحصر في ايطار المصالح ينتابك
حزن ينهك روحك ...
وتسأل ؟!
لما أنت تلك الشمعة التي تحرق نفسها لتضيئ طريق غيرها في مسيرة الحياة و نورا جليا و نسمة تلاطف الأرواح في حين لا أحد يقدر هذه التضحية هل لأن هذا هو دورك المحتم هل خلقت للتضحية فقط لا تنتظر يدا تمسك بك و تطبطب على كتفك المنهك ...
عيش صلبا كالحديد و لكن الحديد يلين !
كا لحجر والحجر ينكسر !
كيف لانسان خلق من لحم ودم !!!!؟ اذا أن يتحمل ذلك وحده !
عليك ان تتناسى تعبك و حزنك و تصمت عن ألمك ...
لتبقى تلك المنارة المضيئة على مرفئ الحياة
لتجد نفسك وحيدا وسط ذلك الظلام الذي يحيط بك نتيجة أنانية البشر و عدم احساسهم بالأخرين وهذا مايزيد ذلك التعب
أصبح منطق اعطي بعطاء ولا تنتظر المقابل !!!
حسنا هناك بشر معطاءة لحد الجود والكرم و ما واجبنا اتجاه هذا نوع من الناس ؟!
اليس التقدير والاحترام .. اهتمام ... جبر خاطر!
اليس انسان له مشاعر واحساس له لحظات ضعف يتمنى لمسة حنان كلمة طيبة تهون عليه ذلك الاسى !...
تعرف ما الذي يقوي هذا الانسان رغم كل مايمر به الايمان
المحبة اليقين بالله لأنه قريب يجيب دعوة الداعي اذا رفع يده و نادى على خالقه
هناك ربا معطاءا كريما جوادا يكرمك فلا ترفع يدك الا لله و لا تنتظر عطاءا وكرما الا من خالقك
هو العدل هو يرضيك و يهون عليك كل صعب
بكلمة تخرج من قلبك الطاهر : "الحمد لله ونعم بالله"
ستكون علاجا لروحك المنهكة و نورا يضيئ تلك العتمة التي تحيط بك لتشعر بطمأنينة و السلام الداخلي
وهكذا تستمر في العطاء دون أن تنتظر مقابل البشر لأن هناك مقابل من رب البشر
فلما تضيق بك الدنيا الفانية قل "خليها على الله وتوكل على خالقك "
و استمر بكل ثقة جدد روحك بلقاءك ربك ستسعد دائما