وخزة شوق ..
في رتابة حر الصيف وأضواء ُ المدينة يلتهمها غبار الجنوب واوراق ُ الشجر يتوسدها التراب والطريق المؤدي للمنزل إسفلته ُ حارق والرصيف ُ باهت ، كان نهارا ً مُتعِبا ً ..
فرت " ديانة " عند الناصية الى مقعد بالي لتنال قسطا ً من الراحة تحت ظلال شجرة " النارنج " الذابلة ِ أطرافها ، فتحت سدادة قنينة الماء وارتشفت من قعرها جرعة َ ماء ٍ ساخن ألهبها شمس ُ تموز ، لكن لابد منها .. ومن بين الاوراق المترامية فوق ظهر المقعد ، خطف َ بصرها حبيبان شاب وشابة يُراهقان عاطفتهما بثياب المدرسة والحقيبة تناثرت منها الكتب يمينا ً ويسارا ً ، إنتابها شوق ٌ قديم لأيام الصبا والشقاوة البريئة ، هي وشقيقاتها ، حيث الحرب قد اعلنت في البلاد وربما ينتهي العام الدراسي من بدايته بسبب الغارات الجوية والصواريخ التائهة في سماء الوطن ، مع هذا ، كان التفاؤل يتدفق ُ من وجنتها ، فإبن العم " احمد " وعدها بالخطوبة مع نهاية العام الدراسي .. انتظرته ُ بلهفة بعد تجنيده للحرب ومرت الشهور كأنها أعوام حتى وضعت الحرب أوزارها وعاد الحبيب لحبيبته ليفي بالوعد ..
إنعدم الوقت
توالت الذكريات في
وخزة شوق .
لقاء شهاب زنكنة