ماكرون من لندن: لا أمن دون دولة فلسطينية – دعوة صريحة لحل الدولتين
بقلم ، عبدالحميد نقريش :
في خطاب رسمي نادر أمام مجلس اللوردات البريطاني، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقهما دون تبني حل الدولتين، مشددًا على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية كخطوة أساسية نحو إنهاء الصراع المستمر منذ عقود.
قال ماكرون في كلمته إن “أمن إسرائيل لا يمكن أن يُضمن إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة”، مشيرًا إلى أن فرنسا كانت ولا تزال تدعم بقوة هذا الحل باعتباره المسار الوحيد العادل والمستدام، ليس فقط من أجل الفلسطينيين، بل من أجل أمن واستقرار المنطقة برمتها.
وأوضح أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية “ليس مسألة رمزية أو سياسية فقط، بل هو عامل حاسم في إعادة إطلاق عملية السلام”. وأضاف أن الوقت قد حان لأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه هذا الملف.
دعوة لوقف إطلاق النار وإطار أمني جديد
تطرق الرئيس الفرنسي إلى الأوضاع الميدانية، خاصة في قطاع غزة، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار وضرورة حماية المدنيين من كافة الأطراف. كما شدد على أهمية بناء إطار أمني إقليمي يشمل جميع المعنيين، لضمان استقرار دائم في المنطقة.
ولفت إلى أن فرنسا على استعداد للعمل مع الشركاء الأوروبيين والدوليين لإيجاد آلية تدفع باتجاه حلّ الدولتين، بما في ذلك الاعتراف المتبادل والخطوات العملية على الأرض.
خطاب ماكرون يأتي في وقت تتزايد فيه الأصوات الأوروبية المطالبة بتغيير جذري في التعامل مع ملف القضية الفلسطينية. وكانت عدة دول أوروبية قد أعلنت مؤخرًا عن استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين، في إطار مقاربة جماعية تهدف إلى تحريك الجمود السياسي.
ماكرون أشار إلى أن هذا التحرك يجب أن يكون منسقًا ومرتبطًا بجهود حقيقية لإطلاق مفاوضات جدية، مؤكدًا أن الاعتراف لا يعني التخلي عن مسار التفاوض، بل يمكن أن يشكل خطوة ضرورية لإعادة التوازن إلى العملية السياسية.
في ختام كلمته، دعا الرئيس الفرنسي إلى “تحمل أوروبا لدورها التاريخي في بناء السلام”، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي يستطيع، إذا توفرت الإرادة السياسية، أن يكون شريكًا فاعلًا في دفع العملية السلمية إلى الأمام، بعيدًا عن الشعارات، وبالاعتماد على خطوات ملموسة تحفظ الحقوق وتُعيد الأمل لشعوب المنطقة.
رسالة الرئيس ماكرون أمام مجلس اللوردات لم تكن فقط تعبيرًا عن موقف فرنسي تقليدي، بل جاءت بصيغة أكثر وضوحًا ودعوة صريحة للتحرك. وهي رسالة تحمل في طياتها إدراكًا متزايدًا بأن استمرار الصراع دون أفق سياسي سيقود إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار، ليس في الشرق الأوسط وحده، بل في العالم أجمع