بَنَوُا الصُّرُوحَ المُزَخْرَفَةَ وَاخْتَبَأُوا
وَتَبَرَّجُوا القِمَمَ المُذَهَّبَةَ، وَاخْتَمَرُوا
وَفَرُّوا إِلَى اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ وَالخَنَا،
وَلَاعَبُوا الصِّبْيَانَ، وَالنَّرْدَ وَامْتَجَنُوا
يَا دَنِسَ الأقْذَارِ، من الأخلاق طافحة
وَمِنْ عُيُونِ الطُّهْرِ وَالإِيمَانِ قَدْ رَحَلُوا
فِي المُتَعِ الحَيَوَانِيَّةِ تَوَضَّؤُوا،
وَاغْتَسَلُوا، وَمِنْ سُمُوِّ الطَّهَارَةِ قَدْ تَخَلَّوْا
يَحْدُونَ حَدْوَ النُّوقِ، مَا اكْتَنَزُوا،
لِيُحْلَبَ مِنْهُمُ، وَيَا بُؤْسَ مَا حَلَبُوا
قِيلَ لَهُمْ: لَا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ، وَارْعَوْا،
فَغَلَبَتْهُمُ الْجَاهِلِيَّةُ، وَالطُّهْرَ مَا صَبَوْا
فَتَمَثَّلَ الجَاهُ لَهُمْ كُلَّ أُمْنِيَةٍ،
ظَنُّوهُ مِنْ عِندِ القَدِيرِ، لَهُمْ هَبُوا
وَقَالُوا: الخَوْضُ فِي الدُّنْيَا حَلَالٌ،
وَكُلُّ مَصَائِبِ الدُّهُورِ مِنْهَا تَبَرَّؤُوا
لَمْ يُرَجِّحُوا الحَقَّ عَلَى البَاطِلِ، لَا،
وَلَمْ يُوزِنُوا الأَعْمَالَ، وَضَاعَتْ، هَبُوا
قَوْمٌ أَطَاعُوا الرَّغَبَاتِ اللَّاهِيَةْ،
وَضَيَّعُوا الإِيمَانَ، بِئْسَ مَا صَنَعُوا
حَتَّى تَخَلَّوْا عَنْ أَشْرَفِ الجِهَادِ،
فَتَبَيَّغَ فِيهِمُ الذُّلُّ، فَسَاءَ مَا عَمِلُوا
فَذَاقُوا هَوَانَ الخِزْيِ فِي دُنْيَاهُمُ،
لِنَكْثِهِمُ، وَالإِسْلَامُ بِاللَّهِ آمَنُوا
فِي الفِسْقِ أَقْوَامٌ تَلَذَّذَ رجسهم
وَضَيَّعُوا الشَّرَفَ الرَّفِيعَ وَمَا اهْتَدَوْا
الأستاذ
فراس ريسان سلمان العلي
العراق